اجتماع وزاري لدول الجوار ..ومساعي دعم مبادرة استقرار ليبيا

تاريخ النشر: 2021-08-30 22:31:00

التقى وزراء خارجية دول جوار ليبيا في اجتماع تشاوري بالعاصمة الجزائرية الاثنين، لبحث سبل دعم المسار السياسي وتنظيم الانتخابات الليبية في موعدها.
وعقد الاجتماع في قصر المؤتمرات بحضور وزراء خارجية كل من الجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان والنيجر وتشاد والكونغو الديمقراطية، وبمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية.
المنقوش تدعو لدعم مبادرة استقرار ليبيا
دعت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش دول جوار ليبيا لدعم وتبني مبادرة استقرار ليبيا، والمشاركة في المؤتمر الدولي الذي ستنظمه ليبيا أواخر سبتمبر القادم.
وأوضحت وزيرة الخارجية في الكلمة التي ألقتها في الاجتماع الوزاري التشاوري لدول جوار ليبيا الذي انطلق بالجزائر العاصمة أن الهدف من إعلان مبادرة استقرار ليبيا هو أن تكون بقيادة وتوجه ليبي وطني ودعم الأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة لمساندة الليبيين الاختيار مصيرهم ومستقبلهم انطلاقا من مخرجات برلين. 
وأشارت إلى أن رؤية ليبيا لتحقيق الاستقرار "مبادرة استقرار ليبيا"  تتكون من مسارين هامين هما المسار العسكري والأمني ، والمسار الاقتصادي ، مضيفة أن المسارين الأمني والعسكري ، يعد التحدي الأكبر الذي يواجه ليبيا اليوم ، خاصة مع تقدمها نحو الانتخابات الوطنية العامة ، وهو ما يتطلب وبدعم من شركاء ليبيا وحلفائها العمل على توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة لإعلاء السيادة الليبية ، ودمج المجموعات المسلحة ، وتأهيلها أمنيا أو مدنيا ، وكذلك انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية الذي يشكل استمرار وجودهم تهديدا ليس فقط لليبيا ، بل للمنطقة بأسرها ، بالإضافة إلى تأمين وحماية الحدود الليبية لمنع الظواهر الهدامة كالهجرة غير الشرعية، والاتجار بالبشر، والجريمة المنظمة، والتهريب . 
وأكدت الوزيرة في كلمتها أن الهدف من مبادرة استقرار ليبيا هو وضع الآليات التنفيذية الضرورية لتحقيق الاستقرار في ليبيا، وتمهيد الطريق وصولا إلى الهدف الأسمى وهو ضمان استدامة الاستقرار والسلام لمصلحة جميع الليبيين.
وأضافت بأن المبادرة تسعى إلى تنفيذ القرارات الأممية وبالأخص القرارات الأخيرة 2570 و 2571 بالإضافة إلى مخرجات مؤتمري برلين 1 و 2 بشأن ليبيا من خلال وضع الاليات المطلوبة لذلك، بالإضافة الى تكريس السيادة الوطنية الليبية والقرار الليبي وذلك من خلال وضع مخرجات عمل المجموعة الدولية موضع التنفيذ بالأدوات الأممية والاقليمية.
وأوضحت بأن من بين أهداف المبادرة دعم ومساندة السلطات الليبية في تنفيذ خططها السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية، وفي سبيل أن تمتلك ليبيا زمام المبادرة.
ودعت الوزيرة دول جوار ليبيا الممثلين لبلدانهم في هذا الاجتماع إلى مساندة ودعم ليبيا لتنظيم مؤتمرا تشاوريا على مستوى وزاري بليبيا وبمشاركة الأمم المتحدة وكل بلدان جوار ليبيا والدول الفاعلة في الملف الليبي نهاية شهر سبتمبر. 
وأكدت المنقوش على أن استقرار ليبيا هو من استقرار المنطقة ودول الطوق والنطاق معبرة عن تطلعها إلى عهد جديد من التعاون بين شعوبنا على أسس متينة. 
وشددت وزيرة الخارجية على ضرورة وأهمية توحيد رؤى دول الطوق والنطاق في المواقف السياسية بما يخدم قضايا المنطقة السياسية والاقتصادية وتفعيل نطاق الأمن القومي لدول المنطقة باستراتيجية تنسيق أمنية بين دول الطوق لمراقبة حدود المنطقة وتأمينها، بالإضافة إلى وضع برنامج أمن غذائي متكامل الجوانب لدول الطوق عبر أطر اقتصادية وآليات موحدة ، والعمل بشكل جاد على تأمين موارد المياه لشعوب المنطقة ، واستغلال كافة الطاقات والإمكانيات، ومعالجة ظاهرة الهجرة الإفريقية والتي هي في حقيقتها خسارة للثروة البشرية الأفريقية، وفي هذا الخصوص أشارت إلى أهمية مساعدة دول المصدر للهجرة في خلق فرص تنموية لشعوبها للحد من هذه الظاهرة المهددة لوجودنا . 
كما استعرضت الوزيرة، ماشهدته ليبيا على مر عقد من الزمن من تجاذبات، وما سببته من خلافات نتج عنها نزاعات مسلحة عانها الليبيون، وفقدوا فيها الكثير من ثرواتهم لاسيما البشرية نتيجة التدخلات "الهدامة " من طرف دول أخرى ، في تناقض صريح لكل الأعراف الدولية والمواثيق ، وما سببته من تعميق للخلافات، وإذكاء للصراعات وتغذيتها .
وأكدت أنه ورغم كل ذلك تمكن الليبيون وبرعاية دولية من الوصول إلى أول استحقاق وطني عبر حكومة وطنية موحدة، نالت ثقة النواب والشعب بجميع الأطياف، فباردت وانفتحت على جميع المكونات؛ دون إقصاء لأحد أو تهميش، حكومة أعادت لليبيا مكانتها الخارجية في دعم أسباب الاستقرار والتعايش العالمي.
كوبيش: الحكومة وفرت الدعم اللوجستي للانتخابات
قال المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش إن من حاورهم في ليبيا جددوا التزامهم بالانتخابات في موعدها والحكومة وفرت الدعم اللوجستي وأنهم في انتظار القاعدة القانونية للانتخابات.
وأضاف كوبيش خلال كلمته بالاجتماع الوزاري التشاوري لدول جوار ليبيا، بالجزائر، الاثنين، أنه لم يتبق لديهم الكثير من الوقت، وما زال مجلس النواب يعمل على سن قوانين الانتخابات، لافتا إلى أن حضور مراقبين دوليين وإقليميين للانتخابات الليبية مهم جدا، داعيا إلى إرسال مراقبين بالتنسيق مع مفوضية الانتخابات.
وأفاد المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش بأن استمرار وجود المرتزقة والقوات الأجنبية مدعاة للقلق البالغ في ليبيا ودول الجوار، داعيا دول جوار ليبيا إلى الانخراط في مسار انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة.
لعمامرة: الحل في ليبيا لا يمكن أن يكون إلا عبر مسار "ليبي ليبي"
جدد وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة موقف بلاده على أن الحل في ليبيا لا يمكن أن يكون إلا عبر مسار "ليبي ليبي".
وأوضح لعمامرة، الاثنين، في كلمة له خلال افتتاح اجتماع وزراء جوار ليبيا أن حل الأزمة الليبية سيكون عبر الحوار الليبي الليبي، مشيرا إلى أن المؤتمر الذي تحتضنه الجزائر جاء لدعم ليبيا والشعب الليبي للخروج من الأزمة التي يعيشها.
وأفاد وزير الشؤون الخارجية الجزائري بأن الوضع الراهن يفرض تضامنا كاملا مع الشعب الليبي، مؤكدا المساعي مستمرة لحلحلة الأزمة الليبية ومنع التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي.
وأكد لعمامرة أن "أي زعزعة في استقرار المنطقة سيكون على حساب ليبيا وجوارها"، مشيرا إلى وجود "مخططات للقوى الأجنبية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة"، لافتا إلى أنه "يجب تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا، وسحب المرتزقة من البلاد في أقرب وقت".
ولفت وزير الشؤون الخارجية الجزائري إلى أن اجتماع دول الجوار يندرج ضمن قرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر 1و2 برلين والتي نصت على مساعدة دول الجوار لليبيين.  
أبو الغيط: نشجع الليبيين على الانتقال من منطق التنافس إلى منطق التوافق
أكد الأمين العام لجامعة الدولة العربية أحمد أبو الغيط أهمية توافق أعضاء ملتقى الحوار السياسي على قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات الوطنية المقررة في 24 ديسمبر المقبل، خاصة فى ظل الإعلان مؤخراً عن عدم تمكُّن لجنة التوافقات فى ملتقى الحوار من تحقيق تقدم فى هذا المجال حتى الآن.
وشدد أبو الغيط في كلمته في الاجتماع الوزاري التشاوري لدول جوار ليبيا بالجزائر، الاثنين، على أن "التلكؤ في إنجاز استحقاقات خارطة الطريق سيمثل إحباطا كبيرا للشعب الليبى الذى علق آمالا كبيرة على العملية السياسية، وما تنطوي عليه من فرصة لإخراج البلد من النفق المظلم الذى ولجت بداخله لأكثر من عشر سنوات".
ولفت أبو الغيط إلى أن الجامعة تؤكد ضرورة تشجيع الليبيين من كافة التيارات السياسية والمناطق الجغرافية، على الانتقال من منطق التنافس إلى منطق التوافق، وبصفة خاصة خلال الأشهر المتبقية من العام الحالي، والعمل بشكل حثيث على تذليل كافة العقبات القانونية والدستورية واللوجستية التي تعرقل إتمام الانتخابات.
وأفاد الأمين العام لجامعة الدولة العربية بأن "خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية ضرورة لأزمة لإنجاح مسار الانتقال من الفوضى إلى الاستقرار، ومن صراع القوات الأجنبية على الأرض الليبية إلى صيانة استقلال ليبيا وسيادتها والحفاظ على وحدتها الإقليمية، وإنهاء حالة التدخل في شؤونها".
وزاد أبو الغيط أن جامعة الدول العربية ترى "أن توحيد مؤسسات الدولة الليبية، وفى مقدمتها المؤسسات العسكرية والأمنية، لهو أحد الجوانب المهمة للعملية الانتقالية في ليبيا، ويتعين إيلاؤه الاهتمام الواجب، والأولوية اللازمة".