في زيارة هي الأقوى من نوعها أمنيا وإستراتيجيا يزور مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" (CIA) وليام بيرنز العاصمة طرابلس، الخميس الماضي، ويلتقي رئيس حكومة الوحدة الوطنية بحضور وفد رفيع المستوى حضره من الجانب الليبي وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش، ورئيس جهاز المخابرات حسين العائب، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ورئيس الحكومة عادل جمعة، ومن الجانب الأمريكي القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية والوفد المرافق له.
لقاء بين حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا ووكالة الاستخبارات الأمريكية، أكد فيه رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة أن هدف حكومة الوحدة الوطنية هو استقرار ليبيا ودعمها دوليا من أجل الوصول للانتخابات، فيما أكد
بيرنز خلال اللقاء ضرورة تطوير التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين، مشيدا بحالة الاستقرار والنمو الذي تشهده ليبيا خلال الفترة الأخيرة، وفق ما نقل المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية.
بدورها، شبكة الجزيرة الإخبارية، كشفت أن مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" (CIA) وليام بيرنز شدد على أن المرحلة الحالية التي تعيشها ليبيا يجب أن تكون انتقالية وبعيدة عن أي مسارات سياسية موازية، واصفا حكومة الوحدة الوطنية بأنها شريك للولايات المتحدة يمكن الاعتماد عليه.
وأكد الدبيبة أن حكومته تسعى لإجراء انتخابات "حقيقية" تولد حالة استقرار، ولا تنتج عنها فوضى، مضيفا أن الخلافات بين أطراف الأزمة في ليبيا هي خلافات سياسية، نافيا وجود أي انقسام حكومي في مؤسسات الدولة التنفيذية، مبلغا مدير الاستخبارات الأمريكية أن لدى حكومته خطة لزيادة صادرات النفط إلى 3 ملايين برميل يوميا خلال السنوات الثلاث القادمة، وفق الجزيرة.
وخلال لقاء بيرنز بحفتر وسط استبعاد أبنائه من اللقاء الذي دام قرابة نصف ساعة، قالت الجزيرة إن بيرنز حذر من المساس بموانئ النفط وحقوله، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تشدد على ضرورة استقرار قطاع النفط الليبي وعدم إيقاف تصديره كما حدث في مرات سابقة، وعلى وحدة المؤسسات التنفيذية منعا لتوسيع هوة الانقسام.
في السياق، رجح المبعوث الأميركي السابق إلى ليبيا جوناثان وينر في لقاء مع الجزيرة، أن تكون زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز إلى ليبيا تستهدف مسألتين هما: بحث التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وبحث النفوذ الروسي في نشاطات مرتزقة شركة فاغنر الروسية، ولم يستبعد إمكانية تقديم مساعدة لحل الأزمة السياسية في ليبيا، مشيرا إلى أن الزيارة اعتراف أمريكي بشرعية حكومة الوحدة الوطنية.
وعن دور واشنطن في حل الأزمة السياسية، قال وينر إنه يقوم على أساس تشجيع الشعب الليبي على اختيار من يمثله ويحكمه بطرق ديمقراطية وليس عن طريق السيطرة العسكرية، فواشنطن لا تفضل مرشحا على آخر، وترى أن من يعترض على المسار فلابد أن يتعرض للعقوبات، وفق قوله.
ومنذ وصولها إلى السلطة أبدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن اهتماما متزايدا بالأزمة الليبية من أجل تجاوز الانسداد السياسي عبر الحفاظ على الاستقرار الأمني وإنتاج النفط وتصديره وإجراء الانتخابات وفق إطار دستوري وهو ما أكده أكثر من مرة المبعوث الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند.