خرج آلاف المواطنين في عشرات المدن والبلدات والمناطق للاحتفال بالذكرى الثانية عشرة لثورة السابع عشر من فبراير، تجاوزا لكل الظروف والتحديات، ليثبتوا تمسكهم بمبادئ ثورة فبراير ولاسيما الدولة المدنية والديمقراطية والتداول السلمي على السلطة وإنهاء المراحل الانتقالية وإجراء الانتخابات بناء على قاعدة دستورية.
بالمناسبة، نظمت حكومة الوحدة الوطنية احتفالا رسميا بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة فبراير حظره آلاف المواطنين بميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس، وتخلل الحفل عدة عروض فنية وثقافية ولوحات تستذكر شهداء الثورة والتضحيات من أجلها، وعلى رأسها "قافلة الحفاظ" التي جسدها مجموعة من الأطفال يحملون اللوح في إشارة إلى حرص الليبيين عل حفظ القرآن ومدارسته، وفقرة "الفن الشعبي" التي تزخر بالتنوع الثقافي في كل مناطق ليبيا من تبو وطوارق وعرب وأمازيغ دون اي اختلاف بل منصهرون في دولة واحدة، كما أدت وحدات من الشرطة والجيش عرضا رمزيا بعنوان "راية الاستقلال" التي تمثل هوية الشعب الليبي وسط حضور غفير وإشادة واسعة من المواطنين والمتتبعين.
وقد دشنت اللجنة الوطنية العليا لاحتفالات السابع عشر من فبراير منصة ضخمة وسط العاصمة طرابلس كما زينت كافة معالم العاصمة طرابلس بأضواء مختلفة تعكس ألوان علم الاستقلال، في مشهد عم ليبيا ولم تعشه منذ سنوات.
الطابع التضامني مع ضحايا زلزال تركيا وسوريا غلب على شكل الاحتفالات خلال هذه السنة، حيث أعلنت الحكومة عن إطلاقها لحملة تبرعات شعبية لضحايا الزلزال في سوريا وتركيا خلال الاحتفالات الرسمية في العاصمة طرابلس.
بدوره، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، إن فبراير ستبقى وتظل الحياة الكريمة والعروة الوثقى التي تربط الليبيين بكافة أطيافهم، لأنها ما يمس جراح الثكالى وآمال المتطلعين للاستقرار؛ لا حروب ولا موت ولا شتات.
وأضاف الدبيبة أن فبراير ستبقى نقطة انطلاق الوطن الذي كادت تفسده الحروب والصراعات السياسية، لافتا إلى أن الثورة في 2011 جاءت لتصحيح المسار لا للانتقام الأعمى وتدمير الوطن والاتجاه نحو التنمية والعدالة، وأنه آن الأوان لتحكيم صوت العقل، "لنباشر من اليوم في بناء غد أكثر إشراقا، كفانا فرقة ولنستمع جميعا لأنين الأمهات وتطلعات الشباب ودعوات الأخيار من أبناء شعبنا".
من جهته، دعا رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي إلى تتويج الثورة بإنجاز المصالحة وتوحيد البلاد.
وقال عبر حسابه على تويتر في الذكرى الثانية عشرة لثورة 17 فبراير "نزداد إصرارً على تحقيق أهم مبادئها، وهو التداول السلمي للسلطة وإنهاء المراحل الانتقالية عبر انتخابات عادلة وحرة ونزيهة"، وشدد على ضرورة إنجاز المصالحة الوطنية الشاملة ولم الشمل وتوحيد الكلمة والتسامح لتحقيق الاستقرار الدائم والرخاء المنشود.
من ناحيته، قال المتحدث باسم الجيش الليبي عميد طيار محمد قنونو خلال إحياء الذكرى الـثانيةَ عشرةَ للثورةَ، إن أهداف ثورة فبراير ودماء الشهداء ومدنية الدولة ووحدة البلاد خطوط حمراء لا يمكن مساسها.
وأضاف قنونو أن نهايةَ الثورة يكون بقيام الدولة المدنية الحرةِ يحكمها القانون والدستور والتداول السلمي علَى السلطة.
لتبقى ثورة السابع عشر من فبراير مناسبة سنوية لتجديد العهد مع الثورة والاعتزاز بها والانتماء لحضن الوطن وسط مطالب شعبية ملحة باستكمال مسيرة الانتقال الديمقراطي وإجراء الانتخابات واستشراف مستقبل زاهر لليبيا وطنا وشعبا بعيدا عن الحروب والانقسامات.